الحمد لله رب العالمين فـارج الهم وكاشف الغم رحمن الدنيـا والآخـرة ورحيمهما ما دعاه داع إلا ولبـاه ولا سـاله سائل إلا أعطاه ولا توكل عليه متوكل إلا كفاه ولا أستنصر بـه مستنصر إلا وقـاه وحماه
وأشـهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير وبيده الضر وبيده النفع وبيده الموت والحياة وبيده مقاليد السموات والأرض وهو على كل شئ قدير
واشـهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله العبـد النوراني الذى فقـه عـن الله عز وجل كتابـه القرآني فعلم وعلم ورشـد وأرشـد وبين كل ما يحتـاج إليه المؤمنين فى الدنيـا من أحوال المعيشة ومن مصائب الحياة ومن فتن الدنيا وما يحتاجون إليه فى الآخرة لينالوا رضاء الله عز وجل فى علاه .
اللهم صلى وسلم وبارك على رسولك الكريم الذى أثنيت عليه فى الذكر الحكيم ووصفته بأنه على خلق عظيم سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من إتبع هديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين 0 آمين يا رب العالمين .
أيها الأخوة جماعة المؤمنين كثر فى هذا الزمان وانتشر فى هذا الوقت والأوان المصائب التي حلت ببني الإنسان ولم ينجو منها بالطبع أهل الإسلام والإيمان فقد إنتابتهم الهموم وتكاثرت عليهم الغموم والكل يحتار مع أن الذى يلجأ إلى كتاب الله والسيد المصطفي المزين بالأنوار لا يحتار نفساً فى هذه الدار ولا يوم القرار فمن الناس من إنشغلوا بأمور الأرزاق والتي صارت أكبر همهم فى هذه الدنيا بل إنهم يبحثون ويكدون ويجدون ليجدوا مخرجاً لسعة الرزق مع قول القائل ( لا حيلة فى الرزق ) وكثير منا يعاني من الأمراض التي لا يجد لها علاج ولا يجد لها حكماء ويستطيعون تشخيصها أو أدوية تستطيع شفائها ناهيك عن المشكلات التى امتلأت منها البيوت والشوارع والأعمال والمجتمعات ما علاج ذلك فى كتاب الله باختصار شديد ؟
إن الله عز وجل قال فى قرأنه وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين
{ قَـدْ جَاءتـْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّـكُمْ وَشـِفَاء لِّمَا فِي الصـُّدُور ِ } ( سورة يونس الآية 57)
إن تفاقم الأمراض وزيادة المشاكل والهموم يرجع إلى أخطائنا فمنا من يلجأ إلى الأسباب ويظن أنها وحدها التي معها القدرة عل حل هذه المشاكل فإذا إنتابه داء أو مرض سارع إلى الأطباء بما معه من مال وطن أن المال الذى معه والطب الكائن فى المجتمع سيحققان الشفاء حتماً ونسى أن الشافي قبل ذلك أثناء وبعد ذلك هو الله عز وجل وقد أخطأ كثير من المسلمين فى فقه الدين فيلجون باب الدعاء ويقفون على أعتاب الله تخفق قلوبهم بالرجاء يدعون آناء الليل ويدعون أطراف النهار ولا يأخذون بالأسباب التي أمر الله بالأخذ بها ويظنون أن الدعاء وحده يكفى لتحقيق الرجاء فإذا كان لديهم ولد لا يجد عمل فإنهم لا يبحثون عن الأعمال ولا يحثون هذا الولد أن يسعى فى الأرض كما أمر الواحد المتعال عندما قال فى شأن الأرزاق
{ فَامْشـُوا فِي مَنـَاكِبِهَا وَكُلُـوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْـهِ النُّشـُورُ } (سورة الملك الآية 15)
والمناكب هى أعلى شئ فى الإنسان وهى الأكتاف كما أن المناكب فى الأرض أعلى شئ فيها الجبال والمعنى أن أصعدوا قمم الجبال بحثـاً عن أرزاق الرزاق مع الدعاء لحضرة الرزاق فقد رأى عمراً قوماً يعمرون المسجد وهم شباب كلهم طاقة وفتوة ويدعـون الله فسألهم مما تتقوتون ؟ فسكتوا فقال إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وضربهم بدرته وأخرجهم من المسجد ليلتمسوا الأرزاق كما قال حضرة النبى { إلتمسوا الأرزاق فى خبايا الأرض } ومع ذلك يستعينون بالدعاء لمن بيده أرزاق أهل الأرض وأهل السماء .
إذن فالمنهج القويم والطريق المستقيم لمن أراد أن يمشى على شرع العزيز الحكيم ويحظى فى الدنيا بكل ما يريد من عزة وتكريم أن يمشى كما أمر الله فيتلمس الأسباب التي أمر بها الله ويبذل فيها كل وسعه وطاقته ولا يدخر شيئاً من طاقته فى سبيل الحصول عليها ويستعين على ذلك بطاعة الله والدعاء لله جل فى علاه .
سمع قوم قول حضرة النبى e { إرضي بما قسم الله لك تكن أغنى الناس } فقالوا ترضى بما قسم الله لنا ولو كنا فى فقر مدقع فلا يجب أن نغيره أو إن كنا فى مرض عضال فلا يجب أن نطلب الطب له لأن ذلك يتعارض مع الرضا وهذا فهم سقيم فى كلام النبي الكريم e .
أما الفهم الصحيح فهو أن ترضي بما قسم الله لك من الأحوال السنية والأحوال الإيمانية والأحوال المعيشية الراضية المرضية .
أما يا آخى هل ترضى لو أقامتك نفسك فى المعصية أن تفعلها وتقول هذا رضا بالمقدور ؟
إن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر هل لو كان عندك فى المنزل دابة ضارة من دواب الأرض أو حشرة أمر النبي e بقتلها فى الحل والحرم تتركها وتقول الرضا بقضاء الله أن أترك هذه الهوام ترعي لأنها دواب الله ؟ وهذا لا يكـون .
أيكون عندك المرض والطبيب قريب منك وبجوارك الصيدلية ثم تقول الرضا بقضاء الله ألا أذهب إلى طبيب ولا آخذ دواء من صيدلية وتكرر قول الساقطين من عين رب العالمين لو أراد الله لى الشفاء لشفانى من غير داء وبهذا تريد أن ترضى الله عز وجل بالأسباب مع أن الذى أقامها وجعل لكل شئ سبباً هل الطعام والقوت هو الذى يعطيك القوة ؟
لا والله بل إن القوة من القوى لكنك تتناول القوت لأن الذى أمر به هو الحي الذى لا يموت وتعلم علم اليقين أن القوة ليست من القوت ولكنها من القوى عز وجل هل لو قدر الله لك أولاداً تترك النوم مع زوجتك وتقول ما قدر يكون ؟ إن ما قدره القدير قدره بالأسباب
ولذلك فقد روى أن زوجة يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام وهى زليخة وقد كادت أن تموت فيه عشقاً قبل زواجه منها فلما حفظه الله وعصمه من هذا الداء رد الله لها سبابها وقوتها وجمالها وأمره أن يتزوج بها فى الحلال ولكنها فى ذلك الوقت والحين كانت أقبلت بالكلية على عبادة رب العالمين فلم تمكنه من نفسها لشغلها بطاعة ربها حتى قال لها يازليخة إن الله قدر لى منك غلامين ولابد أن نأخذ بالأسباب ليظهر قدر مسبب الأسباب عز وجل فمكنته من نفسها لتنفيذ أمر الله ليخرج منها الغلامين وهما الذرية الطيبة التى قدرها الله
إذن لا بد من الأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك الدعاء لحضرة الوهاب وأن يذهب الإنسان إلى الطبيب ثم يطلب من رب الطبيب أن يجعل الشفاء على يد هذا الطبيب وهذا هو الحكم المصيب وأن يمسك بالدواء ويرفعه الى فيه ويقول لخالقه وباريه بسم الله الشافي المعافى أى يا شافي يا معافى إجعل شفائك فى هذا الدواء وذلك لأن الله قد أمرنا أن نحترم الأسباب وأن نسعى فى الأسباب ولكن نعلم علم اليقين أنها لا تفعل إلا بأمر من الوهاب عز وجل .
كفانا يا جماعة المؤمنين هذا التواكل وهذه السلبية فقد علمتم علم اليقين مكانة الحبيب عند ربه وكيف أن الله عز وجل أيده ونصره عندما كان فى مكة ولم يجد قبولاً لدعوته من أهلها إلا من نفر قليل دعا الله لكنه لم يكتف بدعاء مولاه وإنما أخذ يعرض نفسه على قبائل العرب لعله يجد من بينهم من ينصره الله على يديه حتى وجد أهل يثرب وهم أهل المدينة المنورة وهم فى مكة وهاجر منها إلى المدينة ليعلى شأن هذه الديانة لأنه يعلم علم اليقين أنها سنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً يعلم أن النصر من عند الله { وَمـَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ } (سورة آل عمران الآية 126)
فلماذا يأخذ أصحابه إلى القتال ويجهزهم بالأسلحة اللازمة لهذا القتال ويضع لهم خطة النصر ويحثهم ويشجعهم ثم بعد أن ينتهي من وضع الخطة ويأمرهم بالإلتحام بالأعداء ويمشى فى صفوفهم مشجعاً على نحر الأعداء ويذهب إلى خيمته ويصلى لله ويدعو الله طالباً نصر قومه وجنده على أعدائه فيقول
{ اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد فى الأرض بعد اليوم } وأخذ يدعو الله ويلح فى الدعاء مع أن أحبابه وأصحابه وأنصاره يقاتلون الأعداء مع قول الله عز وجل
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى } (سورة الأنفال الآية 17)
مـع ان الله قـد قـال لهم ولنا
{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }الأنفال60
أينتصر المؤمنون ولو كانوا على تقوى جبريل وميكائيل بدون أسلحة فى أيديهم أو بدون مدافع تدافع عنهم أو بدون طائرات تغير على أعدائهم ؟
إنهم لو كانوا على تقوى جبريل وميكائيل ودخلوا حرم الله ودعوا فيه آناء الليل وأطراف النهار فإن النصر لن يأتي إلا إذا أخذوا بقول الواحد القهار
{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }الأنفال60
لابـد من الأخذ بالأسباب ثم الدعاء بعد ذلك للعزيز الوهاب
قال e { إتـق المحارم تكـن أعبد الناس }
وقال e { اتقى الله حيثـما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن }
أو كما قال {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة }
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين الذى أكرمنا بهداه وملأ قلوبنا بتقواه وجعلنا من جملة خير أمة أخرجت للناس وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين .
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا رب العالمين .
أما بعد فيأيها الأخوة جماعة المؤمنين إن روشتة الإسلام لتفريج الهموم وكشف الغموم أن يرضى الإنسان عن الله إذا كان فى حال حسن لدنياه أو لأخراه وأن يدفع الشر عن نفسه ما استطاع إذا كان من أمور الدنيا أو من الأمور التي تعوقه عن الفوز فى الآخرة من شرع الله ومن سنة حبيب الله ومصطفاه وأن يمشى فى الأسباب بالطريقة الشرعية التي أحكمها كتاب الله وبينها ووضحها سيدنا رسول الله فيحل الحلال ويحرم الحرام ويتقى الشبهات ويسارع بعد ذلك فى التنافس فى البر وعمل الصالحات وان يدعو الله بما ورد من كتاب الله عن النبيين والمرسلين وذكره الله أو بما ورد عن حبيب الله ومصطفاه ومن الأدعية التي أمر بها أصحابه الكرام أو يدعو بما فتح به الله عز وجل عليه فكلها طرق طيبة قال فيها الله
{ ادْعـُونِي أَسـْتَجِبْ لَكُـمْ } (سورة غافر الآية60)
فإذا دعي بأدعية النبيين والمرسلين فإن الله لم يترك داء إلا وأنزل بواحد من الرسل أو الأنبياء وبين لنا فيه النموذج القرآني الذى تبعه هذا النبى فحصل له الشفاء من هذا الداء فإذا كان مغاضباً وأصيب ببعض القنوط أو اليأس
{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }
(سورة الأنبياء الآيات 87 ، 88)
ومن أصيب بضيق فى صدره أو بشك فى نفسه فعليه بهذا الدعاء يكرره قائلاً كما قال الله
{ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنـتَ سُبْحَانَـكَ إِنِّي كُـنتُ مِـنَ الظَّالِمِـينَ َ }
لقول النبي e دعوة أخى ذا النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عز وجل عنه .
أما إذا كان المؤمن محروم من نعمة الولد فعليه بدعوة أبى يحي زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام حيث قال كما قال الله { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }الأنبياء89
مع الأخذ بالأسباب والذهاب إلى الأطباء لطلب العلاج فإذا ذهب إلى الأطباء ودعا بهذا الدعاء فإن الله يستجيب له ويهب له إما إناثاُ وإما ذكوراً وإما إناثاً وذكوراً لأنه يهب ما يشاء لمن يشاء وإذا كان هم الرزق يشغله إن كان رزق نفسه أو باب عمل لولده فعليه يلزم الاستغفار لقول الواحد القهار { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } (سورة نوح من الآيات 10- 12)
وقول الحبيب e من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب وإذا أصيب المؤمن بمرض عضال يأس من علاجه فليدعو بدعوة نبي الله أيوب
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَــادَى رَبَّـهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضـُّرُّ وَأَنتَ أَرْحـَمُ الرَّاحِمِـينَ فَاسْتَجَبْنَا لَـهُ فَكَشَفْنـَا مَا بـِهِ مِن ضُرٍّ } (سورة الأنبياء الآيات 83 ، 84 )
وإن كان المؤمن يخاف من بطش ذي بطشة ولـو كانوا أولى قوة وأولى بأس شديد فعليه بالامتثال لقول الحميد المجيد ويقـول
{ حَسْـبُنَا اللّهُ وَنِعْـمَ الْوَكِيـلُ } (سورةآل عمران173) وذلك لقـوله عـز شـأنه
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيـلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمـَةٍ مِّـنَ اللّهِ وَفَضـْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُـوءٌ وَاتَّبَعُـواْ رِضـْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } (سورة آل عمران 173 ، 174 )
وهكذا فإن كل ما يحتاج إليه الإنسان يجد نماذج له موجودة فى القرآن قرنها الله بالأنبياء والمرسلين وذكر عقبها إجابة رب العالمين لنعلم أن من أخذ نموذجاً من هذه النماذج فإن الله عز وجل يستجيب له ولو بعد حين وإن لم يجد هذه النماذج فى القرآن فعليه بسنة النبي العدنان وقد قال e لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تدفع عن الإنسان أثنين وسبعون باباً من البلاء أدناها الهم فلو واظب الإنسان على قولها والتخلق بحقيقتها يدفع عنه ذلك ولذلك عندما قال له ابن عمه وزوج ابنته الإمام علي يا رسول الله دلني على شئ أستمسك به قال له ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال بلى قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا ومن ضيق مخرجا وارزقنا من حيث لا نحتسب ولا تدع لنا ولا لأحد من أولادنا وبناتنا ولا لأحد من إخواننا المسلمين أجمعين ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كربناً إلا كشفته ولا مرضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا سددته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسرتها بفضلك وجودك يا أرحم الراحمين .
اللهم اغفر لنا ولوالدين وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين .
اللهم انصرنا على أنفسنا وانصرنا على أعدائك وأعدائنا وانصرنا على اليهود نصراً مؤزراً وحرر بلاد المسلمين من الأعداء والشياطين واجعل أهل الإسلام أجمعين حكاماً ومحكومين ورؤساء ومرؤوسين بشرعك عاملين وبسنة نبيك أخذين ووفقهم لما تحبه وترضاه يا أرحم الراحمين .
عباد الله اتقوا الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون .
اذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم وأقم الصلاة .