استخدم اسم النبي في غير موضعه
إن بعض المسلمين شعروا أو لم يشعروا يستهزءون بنبيهم فالمسلم الذي يتكلم مع أخيه ويحدث بينهما شطط في الكلام أو نزاع ويقول له - وإن كان لا يدرى - "صلى على النبي"
هو لا يقصد الصلاة ولكنها عبارة يقولها لتهدئه أخيه
إن هذه العبارة حكم الفقهاء أن قائلها بهذه الكيفية يجب تأديبه
لأنه استخدم اسم النبي في غير موضعه[1]وإذا ذهب رجل إلى رجل يطلب منه العفو
في أمر يقول " والله لن أعفو حتى ولو جاءني النبي محمد "
هذه الكلمات وأمثالها وأشباهها نسمعها كثيرا وهذه الكلمات يجب أن يعاقب فاعلها لأنه زج باسم النبي محمد في غير موضعه النبي محمد لو جاءك في أمر ترفضه؟ مع أن الله يقول لجميع المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}
مثل هذه الأقوال تشيع بيننا وغيرها ومنها من يطلب من الناس الاستجداء باسم النبي "والنبي تعطيني كذا" يقسم باسم النبي ويعرض اسم النبي لأشياء لم يأمر بها النبي فإن النبي لم يأمر بالاستجداء ولم يأمر بتكفف الناس وإنما أمر بالعمل للاستغناء عن الناس
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}
ومن هنا حكم العلماء أن من يتسول باسم النبي يجب أن يؤدب ويُعذّر، ويُعذّر بأن يحكم عليه القاضي بما يناسبه من أنواع الجزاء لأنه عرض اسم النبي لما لا ينبغي له فاسم النبي يجب أن يكون مصوناً ومبجلاً ومكرّما
أما من يسب حضرة النبي بأي كيفية من المؤمنين والمسلمين فقد أجمع العلماء أجمعون أن حكمه القتل ولا يستتاب كالمرتد بل يقتل فوراً
لأنه مسلم ومؤمن وسب النبي صلي الله عليه وسلم وإذا كان هذا واقعنا مع اسم النبي صلي الله عليه وسلم وتعريضه لما لا يليق فأين نحن من النهج القرآني في توقير النبي؟
انظر كيف كرَّم الله اسم نبيه وعظَّمه فأمرنا الله ألا نناديه باسمه
فقد كان العرب يقولون له يا محمد فنهاهم الله عن ذلك وقال لهم {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً} ماذا نقول؟ قولوا: يا نبي الله يا رسول الله يا حبيب الله يا صفي الله لكن لا تنادوه باسمه خُصّوه بالتعظيم والتوقير لأن الله عظمّه ووقرّه وأمرنا أن نوقرّه ونعظمّه صلوات ربي وتسليماته عليه
أمرنا الله إذا ذكر اسمه أن نصلي عليه وإذا سمعناه من أي إنسان أن نصلي عليه لماذا نصلي عليه ؟ لنحضر أجسامنا وقلوبنا فنهتز عند السلام عليه وعند سماع اسمه ونحضر كأننا نقف بين يديه صلوات ربي وتسليماته عليه .
[1] كره الأحناف الصلاة على النبي عند التعجب وقالوا لا يصلح الصلاة عليه إلا على طريق الاحتساب وطلب الثواب وكرهوا للتاجر أن يصلى على النبي عند فتح بضاعته وعرضها على المشترى إذا قصد بذلك تحسين بضاعته وترغيب المشترى لا الاحتساب وطلب الثواب وقالوا ينبغي أن يحمل على الكراهة التحريمية
وإذا قصد المثوبة وغيرها فتكون كراهة تنزيهية (والله أعلم) – و يحرم التسبيح والتكبير والصلاة على النبي عند عمل محرم ومن ذلك عند الإعجاب بامرأة تمر أمامه أو بمرتكب لمعصية أو غير ذلك .
منقول من كتاب [واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول]