ما يصل العبد بربِّه
———————
إن الصلاة تصل المؤمن بربِّه، وكلُّ عَبْدٍ له أحوال خاصة به في صلاته حسب مقامه ومشاهداته. فَمَنْ يُصَلِّى غافلاً عن ربِّه سبحانه وتعالى وهو في مقام المقربين دخل النار!!!! وأما صلاة العامة فإنهم يدخلون بها الجنة، من باب: (حسنات الأبرار سيئات المقربين). لأن عامة المؤمنين داخلون في عداد الطائعين الذين يعملون الصالحات.والصلاة مقام القرب من الله، فيكون المصلون هم المقربون إلى الله بصلاتهم. وأقرب مقامات القرب في الصلاة السجود، قال صلى الله عليه وسلم:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)
(رواه مسلم من حديث أبي هريرة)
وصلاة العارفين كلها خشوع بقلوبهم، وسجود بأرواحهم لله عزَّ وجلَّ، حتى لو كان المُصَلِّى منهم واقفًا، أو ساجدًا، أو راكعًا، أو جالسًا، لأن الجسم والقلب إذا خشعا لله عزَّ وجلَّ – في أي لحظة من اللحظات – كان ذلك قرباً من الله تعالى، وخضوعًا لحضرته جلَّ جلاله. ومن هنا يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه في مقامات المصلين الخاشعين لله عزَّ وجلَّ:
أَنْفَاسُ أَهْلِ الصَّفَا شُكْرٌ وَإيمَانٌ وَحَالُهُمْ كَشْفُ سِرِّ الكَوْنِ إِحْسَانٌ
وقال أيضًا:
فَجِسْمِي يُصَلِّي بِالخُشُوعِ لِرَبِّهِ وَرُوحِي تُصَلِّي بِالشُّهُودِ بِلا لَبْسِ
فهم الشاكرون لله بصلاتهم، وهم الذاكرون لله في قربهم وسجودهم، وهم المجاهدون في ذات الله ورسوله وإن سكنت هياكلهم وأرواحهم!! وهم القائمون لله وإن قعدت أجسامهم!! وذلك فضل الله عليهم، وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما معناه:
(لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبًا ما بلغ عشر مُدِّ أحدهم ولا نصيفه)
(رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضى الله عنهم)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*************