إِصْلاحُ الأَفْرِادِ وَالمُجْتَمَعَاتِ فى الإسلام
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنعم الجواد، واسع الجود والعطاء والإمداد، وكنوز فضله وكرمه فوق خيال كُمَّل العباد.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الهدى والرشاد، ووسيلتنا إلى الله يوم التناد.
صلى الله عليه وآله الأمجاد، وأصحابه مِنْ الفقهاء والزهاد، ومَنْ تبعهم بخير إلى يوم الميعاد.
(وبعد)
فهذه عدة ندوات ومحاضرات دُعينا لإلقائها .. بعضها فى الكليات الجامعية،
وبعضها فى قصور الثقافة والنوادى الرياضية والجمعيات العلمية ...
الهدف منها جميعاً تنمية الوعى الدينى لدى الشباب، وربط الدين بالحياة،
ومحاربة الدعاوى العلمانية -التى تَفْصِلُ بين الدين والحياة -
والتدليل على أن الدين الإسلامى وضع المناهج الكاملة لإصلاح الفرد فى بيته أو فى عمله أو فى مجتمعه،
لنفسه أو لزوجه أو لأولاده أو لأهل مجتمعه، إلا وبينها بياناً شافياً، ووضحها توضيحاً دقيقاً،
سر قوله سبحانه:
﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ﴾
(38-الأنعام).
ويجمع بين هذه المحاضرات أنها تبين منهج الاسلام فى إصلاح الفرد، وكذا منهجه فى إصلاح المجتمعات،
ذلك المنهج الربَّانىُّ المُنَزَّهُ عن الهوى والأغراض، الشامل لجميع البيئات، الجامع لكل الأشفية النفسية،
والعصبية والاقتصادية، والاجتماعية والسياسية.
ويشير إلى ذلك قوله سبحانه:
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾
(82-الإسراء).
والاسلام يجعل مفتاح إصلاح المجتمعات - فى أى جهة من الجهات - هو إصلاح الأفراد،
وأساس إصلاح الأفراد هو إصلاح القلوب والنفوس، ولا يكون ذلك إلا بشريعة المليك القدوس.
أسأل الله عزَّ وجلّ أن يوفِّق إخواننا المؤمنين أجمعين لما فيه صلاح أحوالهم
وإصلاح مجتمعاتهم فى الدنيا وسعادتهم فى يوم الدين.
﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾
(12-آل عمران).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********************************
من كتاب: (إصلاح الأفراد والمجتمعات فى الإسلام)
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبو زيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله
بجمهورية مصر العربية
******************