الحمد لله رب العالمين، له الحمد والشكر لله في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون, وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر البغي، يعظكم على لسان حبيبه ورسوله وفي قرآنه لعلكم تذكرون.
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، كاشفه مولاه بما سيحدث له ولأمته إلى يوم الدين، فأنبأنا عن كل شيء سيحدث لنا أو بيننا إلى أن يرث الله عزَّ وجلَّ الأرض ومن عليها. قال صلى الله عليه وسلَّم ما معناه: (كُشف لي عن كل شيء سيحدث لأمتي إلى يوم القيامة). وبين ذلك ووضَّح ذلك، وإن كان الوقت لا يسعنا حتى للإشارة المجملة إلى ذلك.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، الذي جعلت في هداه وهديه الفلاح والنجاح، وفي العمل بشريعته وسنته الصلاح والإصلاح. صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل من مشى على هديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين. وبعد
فيا أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
تعالوا بنا نستبق ونذهب إلى حجِّة الوداع مع سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم. خرج صلَّى الله عليه وسلَّم لهذه الحَجَّة في سنته الأخيرة في الدنيا، ومعه مائة ألفٍ من أصحابه المباركين، ليُعلمهم ويعلمنا الهدي السديد في مناسك الحج، ويضع لنا روشتة الصلاح والنجاح في كل مجتمعاتنا لو عملنا بها إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها.
ذهب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى الله عليه وسلَّم في اليوم الثامن من ذي الحجة إلى منى، وخطب الناس خطبةً جامعةً شرح لهم فيها مناسك الحج، وفي صباح اليوم التاسع في يوم عرفة عرج بهم وصلَّى بهم في مسجد نمرة، ثم خطب لهم خطبة جامعة تُسمَّى خطبة الوداع لأنه قال فيها: (لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، أي ودَّعهم، فقد صدق فيما قال، وفي أول أيام العيد هبط إلى المزدلفة ثم إلى منى وخطب فيهم خطبة جامعة.
هذه الخطب التي خطبها – في هذه الحجَّة وغيرها – أعاد فيها عبارةً في كل الخطب، عبارةً واحدة لو سمعناها ووعيناها نجد أنها هي الروشتة لحل كل مشاكل المسلمين، قال لهم صلى الله عليه وسلَّم:
(أيُ يومٍ هذا؟ قالوا: يوم حرام، قال: وأي بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرام، قال صلى الله عليه وسلَّم: إن دماِءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، إلى يوم القيامة، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يقتل بعضكم بعضاً)(1).
الأمر الأول: حُرمة دم المؤمن:
هذه العبارة السديدة كرَّرها النبي صلى الله عليه وسلَّم بألفاظها في كل خطبه التي خطبها في حجَّة الوداع، وهي عشر خطبٍ متفرقة جمعها كتَّاب السير لمن أراد أن يرجع إليها.
كل مشاكل المسلمين الآن نجدها بسبب عدم العمل بهذه الروشتة النبوية، فإن الله عزَّ وجلَّ جعل المسلم للمسلم مُحرَّماً على كل مسلم أن يضرب أو يقتل مسلماً، أو يأخذ شيئاً من ماله بغير رضاه وإذنه، أو يخوض في عرضه ويغتابه ويُشنِّع عليه ويتكلم في حقه.
لو نفَّذ المؤمنون هذه الروشتة النبوية ما وُجِدَ قتالٌ بين مسلم ومسلم إلى أن ينتهي الزمان، بل لا يستطيع مسلمٌ أن يرفع يده على مؤمن لقُبح هذا العمل وشناعته عند حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ.
وأكَّد النبي صلى الله عليه وسلَّم حرمة المؤمن عندما دخل الكعبة المباركة، وخاطبها وقال: (ما أعظمك وما أعظم حُرمتك، ولكن حُرمة المؤمن عند الله عزَّ وجلَّ أعظم من حُرمتك)(2).
ويبين صلى الله عليه وسلَّم شناعة هذا الذنب فيقول: (لزوال الدنيا وما فيهنَّ أهون عند الله عز وجل من قتل نفسٍ مسلمةٍ بغير حق)(3).
الله عزَّ وجلَّ عنده أن تزول السماوات والأرض ولا ينزل قطرةٌ من دم مسلمٍ بغير حق، والحقوق هي قوله صلى الله عليه وسلَّم:
(لا يحق قتل المسلم إلا بإحدى ثلاث: القاتل – من قتل يُقتل، والمرتدُّ عامداً متعمداً عن دين الإسلام، والزاني المحصن – أي المتزوج)(4).
وهؤلاء الذين يقتص لهم ويقيم الحد عليهم أولوا الأمر الحكَّام والقضاة العادلين، وإلا أصبح المجتمع كغابة؛ يأكل القوي فيها الضعيف – كما نرى الآن، قال صلى الله عليه وسلَّم مُحذراً كل مسلم: (لا يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه حتى يقتل دماً حراماً)(5) ،
فإذا قتل دماً حراماً لمسلم لا توبة له ولا جنة له، لأن الله يقول في قرآنه – وهو خير القائلين: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (93النساء).
أربعة أمور تجعل القلوب ترتجف في الصدور إذا تذكرت كلام الذي لا يغفل ولا ينام عزَّ وجلَّ: له جهنم خالداً فيها أبداً – أي لا يخرج بعد ذلك إلى الجنة – ويحلُّ عليه غضب الله – وما أدراك ما غضب الله؟!! – وتنزل عليه لعنة الله – (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (18هود) – ثم يؤكد الله موقعه في جهنم، بأنه في جهنم وبئس القرار، لأنه قتل نفساً مؤمنة بغير حق،
ولذلك اعلم علم اليقين أخي المسلم إذا رأيت في بلاد المسلمين من يروِّع المسلمين ويسعى لقتلهم فاعلم أنه في هذا الوقت والحين خرج الإيمان من قلبه، قال صلى الله عليه وسلَّم: (لا يقتل القاتل حين يقتل وهو مؤمن) (6) أي: الإيمان يغادره في هذا الوقت.
وإذا رأيت الفئات المتصارعة في بلدان المسلمين – كما نرى في سوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها – من أجل مناصب فانية، ومكاسب دنيوية دانية، ويبيحون لأنفسهم قتل من يقول: ( لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله )، اعلم أن هؤلاء هم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما – أو بسلاحهما كما هو في العصر ـ فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ” البخارى عن أبي بكرة رضي الله عنه.
وإياك أن تسمع كلام المشنِّعين والمغرضين وتجعل من زُمرة هؤلاء جند مصر الأوفياء الأجلاء، لأنهم يدافعون عنا، ويدافعون عن وطننا، ويدافعون عن بلادنا أمام الذين يريدون أن يفرقوا جمعنا، ويشتتوا أمرنا ويذلونا بين خلق الله، فهؤلاء على التحقيق الذي يموت منهم شهيدٌ عند الله جلَّ في علاه.
حُرمة دم المسلم هي أول أمرٍ أوجبه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم على المسلم.
الأمر الثاني: حُرمة مال المسلم:
أن المسلم لا ينبغي أن يأخذ من أخيه المسلم مالاً بغير حق، إن كان عن طريق الغش في الكيل أو البيع أو الشراء، أو كان عن طريق الكذب، أو كان عن طريق الخيانة أو كان عن طريق الخداع أو كان عن طريق الإعلانات الكاذبة، كل ذلك كالسرقة تماماً بتمام لأنه يأخذ مال المسلمين بغير حق، قال صلى الله عليه وسلَّم: (إن هذه الدنيا حُلوةٌ خضرة وإن هذا المال لا يحل إلا بطيب نفس) (7).
وكذلك نفس الأمر بين أُسر المسلمين، فمن يُرد أن يستغل ضعف إخوته وينال النصيب الأعظم من الميراث بغير حق، أو يستغل أدبهم ليحرمهم مما لهم، أو يحرم البنات من الميراث بحجة أن الميراث سيذهب إلى أُسر آخرين، كل هؤلاء داخلين في هذا التحريم الذي نهى عنه الله وحرمَّه حبيب الله ومصطفاه صلوات الله وسلامه عليه.
حتى وصل به في هُداه؛ أنه من أخذ المال بالحياء حرام!!. إذا أحرجت إنساناً أمام جماعة وطلبت منه شيئاً للصدقة أو للتبرع فاضُطر أن يخرج لك وهو غير راضٍ، قال فيه صلى الله عليه وسلَّم ما معناه: (كل ما أُخذ بسيف الحياء فهو حرام).
المال لا يحل إلا بطيب نفس!!. حتى الذي يُكره زوجته على أن يأخذ ذهبها ويبيعه – مع أنه ملكها، أو يُكرهها على أن تبيع ما لها من ميراث والدها، ليستغله في منفعته بغير رضاها، كل هذا حرمَّه الله عزَّ وجلَّ.
فاتقوا الله جماعة المؤمنين، وراعوا المال الحلال حتى يتقبل الله عز وجل منكم الأعمال، قال صلى الله عليه وسلَّم: (إن العبد ليقذف باللقمة الحرام في جوفه لا يتقبل الله منه عملاً أربعين يوماً) (8).
وكذلك حرَّم النبي صلى الله عليه وسلَّم الخوض في أعراض المسلمين؛ التكلم عنهم بحديث يسوؤهم أو يضرهم، أو يجعل الناس تفقد الثقة فيهم وبهم، وهؤلاء جعل الله عزَّ وجلَّ لهم منزلةً في النار يقول فيها وهو الواحد القهار – عن سقر، يسأل الملائكة الكرام الداخلين إلى سقر: لم جئتم إلى هنا؟!!. (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) (42: 45 المدثر).
(الخائضين): الذين لا يجلسون في مجلس إلا على ألسنتهم قيل وقال، وفلان وفلان، ينهشون في عِرضه، ويحاولون أن ينتقصوا من قدره، ويقولون فيه غير الحق وهم يعلمون، اسمعوا إلى الحبيب صلى الله عليه وسلَّم وهو يحذِّر من ذلك فيقول: (إن عباداً تخوضون في أعراض الناس لهم النار يوم القيامة) (9).ويُعلمنا أن الله لا يحب لنا ذلك فيقول: (إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) (10).
ويقول فيمن يشنعون على المؤمنين بما ليس فيهم: (من قال كلمة على أخيه ليُشينه – أي يعيبه – بها – وليست فيه – جعله الله في ردخة الخبال في جهنم يوم القيامة) (11). لأن كلمة المؤمن شهادة، والشهادة لابد أن تكون شهادة حق، فلا يقول إلا ما يعلم، حتى ولو كان بينه وبين أخيه أمرٌ ما لا ينبغي عليه أن يُشنِّع عليه، ولا يقول فيه ما لا يعلمه منه، قال صلى الله عليه وسلَّم: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) رواه أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه. أو كما قال: أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).
الخطبة الثانية: الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أشرق على قلوبنا بالإيمان وجعلنا من عباده المسلمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي إلى طاعته وحُسن عبادته الذين يحبُّهم من عبادة المتقين. وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، الصادق الوعد الأمين. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، شمس سماء الأسرار، ونور قلوب المتقين والأبرار، والشفيع الأعظم لجميع الخلائق يوم القرار، ومفتاح الجنة دار الأبرار، وآله الأطهار، وأصحابه الأخيار، وعلينا معهم أجمعين بمنِّك وجودك يا عزيز يا غفار.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
جعل النبي صلى الله عليه وسلَّم مقياساً للمؤمنين في كل وقتٍ وحين، يقيسون به الخلق، لو مشوا على نور هذا المقياس، كانوا هُداةً مهديين، لا ضالين ولا مضلين. وهذا المقياس أيضاً ورد في خطبة الوداع.
الناس في هذه الدنيا – كما نرى الآن – تركوا هذا المقياس، فأصبحوا يعظمون من هو في منزلةٍ كريمة في الدنيا، أو يعظمون صاحب المال، مع أن ماله لذاته ولا ينتفع به أحدٌ عداه، أو يعظمون صاحب النسب أو صاحب العائلة الكبيرة. نهى النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه المقاييس، وقال لهم ولنا أجمعين: (أيها الناس: إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ألا لا فضل لعربيٍّ على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى والعمل الصالح) رواه أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه وهي نفسها قول الله جلَّ في علاه: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ) (13الحجرات). ونفَّذ ذلك صلى الله عليه وسلَّم في حياته، وجعل أصحابه يلتفتون إلى ذلك.
كان جالساً بين أصحابه الكرام ذات يوم، ومرَّ رجلٌ تظهر عليه رثاثة الثياب، ورقة الحال – رجلٌ فقير فقال: (ما ترون في هذا؟، قالوا: هذا حريٌّ إن خطب أن لا يؤبه له، وإذا أستأذن لا يؤذن له، وإذا استنصت – يعني إذا أراد أن يتحدَّث – لا يُنصت له. فمرَّ الرجل، ثم جاء رجلٌ آخر تبدو عليه الوجاهة وسمة الثراء، فقال: ما ترون في هذا؟، قالوا: هذا حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن تكلم يُنصت له، إن استأذن أُذن له، فقال صلى الله عليه وسلَّم مشيراً للأول: (إن هذا عند الله خيرٌ من ملئ الأرض من مثل هذا) رواه البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
لأن التقوى في القلوب ولا يطلع عليها إلا علاَّم الغيوب، وهو الذي يقول في حديثه القدسي، كما أخبرنا حضرة النبي يوم القيامة: (وضعت نسباً ووضعتم نسباً، قلت: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وأبيتم إلا فلان بن فلان وفلان بن فلان، اليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي، أين الأتقياء؟ فيقومون فيُنصب لواءٌ ثم يدخلون به الجنة) البيهقي عن جابر رضي الله عنه..
فالله عزَّ وجلَّ جعل التكريم للتقي، والتكريم للدِّين، والتكريم لحُسن الأخلاق الكريمة التي جاء بها سيد الأولين والآخرين. ولذلك عندما نشبت خلافات بين أبي ذرٍ وبلال – وكانوا في بداية إسلامهم – وعيَّره أبو ذرٍ بأمه وقال: يا ابن السوداء، وجاء النبي بعد أن سمع العبارة وقد تغيَّر وجهه وكلمَّه بغلظة وقال: (طفَّ الكيل ـ طفَّ الصاع، لا فضل لابن البيضاء على ابن السوداء إلا بالتقوى والعمل الصالح أتعيِّره بأمه؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية) . البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه..،فعلم أبو ذرٍّ غضب الله لغضب رسول الله، فذهب إلى بلالٍ معتذراً، وأصَّر أن يضع رأسه على التراب وأن يضع بلالٌ قدمه على رأسه ليُكفِّر عن ذنبه الذي فعله معه، ولكنهم كانوا مهذبين ومؤدبين فقد تعلموا في مدرسة سيد الأولين والآخرين.
فلما أقسم عليه أن يضع قدمه على جبهته ورأسه، رفع بلالٌ قدمه – إبراراً لقسمه – على أنه كان بينه وبين رأسه قدر شبر ولم يلمس بها وجهه، تكريماً للوجه، فهو صنعة الرحمن عزَّ وجلَّ.
نسأل الله عزَّ وجلَّ في هذا الوقت المبارك الميمون أن يردَّ أحوالنا وأحوال المسلمين إلى أحوال النبي الأمين وصحابته المباركين، وأن يجعلنا نتأسى بهداه، ونطبِّق شرعه في هذه الحياة، ونعمل الصالحات بإخلاصٍ طالبين بها وجه الله. … ثم الدعاء
(1) رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ):إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَال: أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّة؟ قُلْنَا: بَلَى، قَال: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟، قُلْنَا: بَلَى، قَال: فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَال: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَال: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ – قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَال: وَأَعْرَاضَكُمْ – حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا – أَوْ ضُلَّالًا – يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلِّغُهُ يَكُونُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ فِي رِوَايَتِهِ : وَرَجَبُ مُضَرَ)
(2) روى بن ماجة عن وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً).
(3) روى النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).
(4) روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: )لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة)
(5) روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً).
(6) الهيتمي في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(7) أخرج البيهقي والنسائي عَنْ حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ).
(8) روى الطبراني عن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : تُلِيَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا ) (سورة البقرة آية 168)، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ).
(9) روى أبو داود والبخاري في التاريخ عن سعيد بن زيد رضي الله عنه (من أربى الربا الاستطالة في عرض مسلم بغير حق)
(10) روى البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ومنعا وهات , ووأد البنات . وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال).
(11) روى عند الطبراني من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل أشاع على امرئ مسلم كلمة، وهو منها بريء؛ ليشينه بها، كان حقًّا على الله أن يُعَذِّبه بها يوم القيامة في النار، حتى يأتي بنفاذ ما قال)….